في ليلة شتائية كهذة ..
اتوق الى فنجان قهوة يؤنسني ...
ويرسل الى اوصالي الدفئ ..
ليدفق الذكريات سريعا ...
الى خلايا عقلي ..
ليعيد فتح دفاتري القديمة...
فنجان قهوتي
له تاثير عجيب حتى انا لا اعرف كنه..
ولا ادرك مداة..فقط ارتاح اليه ...
هناك اشياء كثيرة...
نرتاح اليها لكننا لا نعلم ...
لماذا كل ما نشعر به هو الانجذاب ...
نحوها وكانها تعرفنا ...
وتلتصق بنا منذ ازمان ودهور..
لم تقاوم اصابعي المرتجفة...
من شدة البرد القارس ...
من الامساك بذلك الفنجان ...
واحتضانة برقة ...
وكانة صديق حميم ...
فرقتنا عنه سنوات عجاف من الغربة...
تتسلل ابتسامة راضية ...
الى شفتي وانا ارى ذلك السائل...
وسط الفنجان ترتجف صفحتة ...
البنية لتبثني احاسيس جميلة...
احدق الى البعيد ليبدا...
تلاحق الذكريات والصور ..
كانت مصتبغة بالابيض والاسود ...
تحفها علامات القدم الموغل...
ابث فنجاني ذكرياتي ....
احدثة عن مزيدا من الاحداث الماضية...
ارشف منة بطرف شفتي...
اليابستين فيرطبهما بنعومة...
تسري ارتجافة خفيفة...
الى اصابعي بفعل الدفئ المفاجئ....
تنبسط اساريري حينا لذكرى....
وتنقبض احيانا اخرى لذكريات....
اخلع كل اقنعتي بين يدي الفنجان ...
واصبح كصفحة بيضاء....
لا ينتابها الغموض...
ولا يسربلها الضباب والغيوم الرمادية...
فقط انا وفنجاني الدافئ ...
من يطلع على هذة الاسرار ...
المدفونة في قاع اعماقي ....
كنوز غالية لا تقدر بثمن....
بين الرشفات المتتالية ..
تتراقص ظلال الماضي ...
كنقط وعلامات بارزة....
بين السطور تظهر جلية للقارئ....
لا اكاد انتهي من الفنجان ...
حتى اشعر اني قد بارحت مكاني...
واصبحت في عالم موغل في القدم ....
يسبق عالمي الحالي الاني بسنين....
استمتع بذلك الماضي...
المملوء بالحنين والاشتياق ....
اترك نفسي هكذا ...
في رحلة اخذني اليها البرد القارس ...
وفنجان قهوة دافئ ....