فى تلك الغرفة المطلمة الباردة القاسية المغلقة النافذة المؤصدة الباب الخالية من اى اثاث او معالم للحياة سوى حصير ممدود ظل نبيه مدة ليست بقصيرة واقفا صامتا حائرا اتجاه ماحدث له من احداث مؤلمة فهو لم يغمد له جفن منذ مدة كما ان رائحة السجائر اصبحت لاتغادر انفاسه واصبح كمدخنة محترقة متعفنه لاترى شيئا فى تلك الغرفة المظلمة الباردة القاسية سواه ويمعنى اخر لاترى سوى حطام بقايا هيكل عظمى اشبه بانسان وجه شاحب وجسد نحيل سقيم هزيل فالعقل شارد اما العينين فتراهما حمراوتين وان سئلتنى عن رائحه جسده فلا اقول الا مثل رائحة جثة هامدة باردة ظلت دون دفن دهرا طويلا وهو عل تلك الحالة فى تلك الغرفة المطلمة الباردة القاسية ظل يحرق اعقاب السجائر وكانه مدخنة ثائرة على مجريات ماحدث له تذكر كلام مديره حينما فصله من العمل لا لشىء سوى لبراعة وطموح نبيه الزائدة فى العمل لقد قال له مديره فى ذلك اليوم اسمع يانبيه رغم انك انسان ماهر الا انك لم تنفذ كل مااطلبه منك حرفيا انت مفصول يانبيه وبالفعل طرد نبيه لعدم رغبته فى المخالفات وفى تلك الاثناء كانت تجول فى خاطره كلمات امه نبيه لاتسافر وتتركنى فلست بجاحة الى دراهم بقدر حاجتى لك وحاجة اخوتك لك ولكن احلام الشباب الواهم وراء الثراء الفاحش كانت تعصف بنبيه ظلت كلمات زوجته بين الفينة والاخرى تراود عقله زوجى نبيه دعك من كل هذه الاحلام الواهمة انت تستطيع تحقيق كل هذا هنا ومعنا ان الاهل والاخوة والاولاد هم اكبر ثروة يهبها الله للانسان ولكن هيهات ان توثر تلك الكلمات على نبيه صاحب احلام الشباب الواهم على رغم وجود الكثير من الاشياء الجميلة حوله وفى موطنه الا انه لم يرى او يحس بها لا لشى سوى انه ادار لها ظهره وقرر ان بتعامل مع وجه واحد للحياة ولم يركز الا عليه الحياة المادية وان المادة هى الغاية .
فى تلك الغرفة المظلمة الباردة القاسية المغلقة النافذى المؤصدة الباب بدء باب الغرفة يدق بقوة وصرخات الناس تتعالى نبيه ايها المخبول الواهم نعلم انك بالداخل افتح الباب نريد سداد فواتير الهاتف الكهرباء الماء نبيه ايها المفلس نريد ايجار الغرفة نبيه اين التحويلات نبيه اين ثمن السجائر ايها المفلس المخبول اين انت افتح الباب ولكن ظل نبيه صامتا شارد الذهن بينما هو على تلك الحالة من الضياع وفقدان الذات وتزعزع الثقة بالنفس وشبح الافكار السلبية قرر ان يفتح النافذة ويضع حدا لحياته بالقفز منها وعندما فتح النافذه اذا به يرى وجه قمريا لصبية يافعة بريئة جالسة مبتسمة واخوتها حولها يلعبون ظل نبيه يراقب تلك الصبية الجالس المبتسمة ذات الشعر المموج كموج البحر الصافى ظل اخوتها يلعبون من حولها وينادونها امل ونبيه يراقب ويفكر لما لاتلعب امل مع اخوتها وعند غروب الشمس تقدم اخوة امل منها وناولها عصاها واخذوا يدلونها على الطريق عندها ادرك نبيه ان امل ذات الوجه الصافى البرىء والشعر المموج والابتسامه الساحرة هى صبية عمياء درس قاسى تعلمه نبيه من تلك الصبية امل العمياء درسا لن ولم ينساه لقد تغيرت الحياة حينما فتح النافذه لقد عاد نبيه الى الحياة بعد ان كان قرر ان ينهى الحياة لقد عاد لانه قرر ان يفعل ذلك لقد تامل معنى الحياة حينما فتح الجانب الاخر هناك اناس الامهم اقسى من الامنا هناك اهات اعنف من اهاتنا " ليس على الانسان ان يرى الحياة من جانب واحد هو جانبه فللحياة جوانب عديدة كثيرة بعدها حزم نبيه امتعته وفتح باب تلك الغرفة المظلمة الباردة القاسية ليرى الحياة مرة اخرى من جوانب وزوايا اوسع وباشكال مختلفة حياة جديدة شكرا امل العمياء لقد تعلمت منك رغم انى انسان صحيح معافى .
ترى هل قررت انت ايضا ان تفتح النافذة وترى الحياة من جوانب وزوايا مختلفة وخاصة وانت مقبل على شهر رمضان ثق بانك حينما تفتح الباب سترى اكثر لاترى الحياة من منظور الاحداث الشخصية بل شاهدها من كافة الزوايا وخاصة احداث الاخرين هناك اناس هم اكثر منك الما وبلاءا وعلى رغم ذلك تظل بهم رغبة فى الحياة اخرج خالط عاشر تعلم وانت تفعل ذلك تذكر بان لاضمان فى الحياة وبان الضمان الوحيد هو ان لاضمان فى الحياة فبالتالى لاشى يبقى على حاله وان طال الزمان عش حياتك وجدد ايمانك فهاهو رمضان قد اقبل وتذكر الحكمة الصينية القائلة لتعرف مقدار نعمة الله عليك اغمض عيناك لمدة وجيزة ثم افتحها سترى مقدار النعمة ) ان كنت لاتستطيع ان تفتح باب الحياة مرة واحدة ففتح نافذة الحياة وبعدها ستفتح الباب اراك فى المقال القادم .
(ستحد المتعة الحقيقية فى القراءة ليس عند البدء فى القراءة ولكن عند البدء فى تطبيق ماقراته)